مع اقتراب تحديد السبب الجذري للاكتئاب الذي يمكن أن ينشأ من القشرة الأمامية (Prefrontal Cortex ) فهل سيتم اكتشاف كيفية علاجه ؟
تجلس امرأة في أوائل العشرينات من عمرها وحدها في غرفة صغيرة بدون نوافذ في معهد الأبحاث للمشاعر الصحية في جامعة ويسكنسون الأميركية في ماديسون . تكسو رأسها مجموعة من الأشرطة الرفيعة التي تنتهي بمجسات حساسة تسجل النشاط الكهربائي في 128 موقعاً في الدماغ أثناء مشاهدتها صوراً فوتوغرافية تظهر أمامها على شاشة كومبيوتر . وتظهر صورة لبضع ثوان ، تليها صورة جسد مشوه في سيارة محطمة ، ومن ثم صورة زهرة متفتحة . في هذه الأثناء , وفي غرفة منفصلة ، تراقب العالمة كريس لارسون المرأة على شاشة فيديو وتسجل النمط المتغير للنبضات الكهربائية في دماغها . وعندما تحفز صورة رجل وامرأة عاريين رد فعل واضح ، تعلق لارسون بالقول : " الصور الجنسية أفضل حافز لإحداث ردود فعل إيجابية قوية
تأتي الشحنات الكهربائية التي تراقبها لارسون عن قرب من القشرة الجبهية الأمامية ، خلف الجبين مباشرة . هذا الجزء ، الذي هو بحجم الكفّ من المادة الرمادية ، يحدد نظرتنا العامة للحياة ، سواء كان رد فعلنا إيجابياً أو سلبياً على الأحداث والتجارب . ويقول الطبيب النفساني ند كالين ، مدير المعهد " تقوم الحيوانات بأمور كثيرة غريزياً ، ولكن الناس ، والقرود على الأرجح ، لديهم القدرة على التفكير في المستقبل عشرين خطوة إلى الأمام . وفي النهاية سأشعر شعوراً عظيماً لأنثى عملت بجد ووصلت إلى ما أريد ، أو أنني سأحصل على تقدير كبير لذلك ، إنها القشرة الجبهية الأمامية التي تأتي بهذه المشاعر وترشدنا في تصرفنا ، إذ لم يكن لدينا حس بشأن ما سيكون رائعاً أو بغيضاً في المستقبل ، فإننا سنتصرف كيفما اتفق
لقد كشف تصوير الدماغ أن المشاعر الإيجابية أو السلبية تستقطب من جانبين من القشرة الجبهية الأمامية , يحكم الجانب الأيمن الدارة العضوية التي تنتج المشاعر الكابحة السلبية ، في حين أن الجانب الأيسر يأمر دارة المشاعر المنفتحة على الخارج الإيجابية . وتشير الأبحاث الآن الى أن المزاج الطبيعي للشخص ، متفائل أو متشائم أو منفتح على الخارج أو إنطوائي ، قد يعتمد على أي الجانبين في القشرة الجبهية الأمامية أكثر نشاطاً . موقع طرطوس.كوم
وفي دراسة على أطفال في الشهر العاشر من أعمارهم فصلوا لفترة قصيرة عن أمهاتهم ، وجد الباحثون أن الأطفال الذين بكوا لديهم قشرة جبهة أمامية يمنى مسيطرة ، وأن الأطفال الذين استكشفوا بهدوء المنطقة التي تم تركهم فيها لديهم قشرة يسرى أكثر نشاطاً
بعض اللاتماثل في القشرة الأمامية طبيعي ، لكن عند الناس المكتئبين يميل الميزان كثيراً إلى الجهة اليمنى القاتمة . في البداية اعتقد العلماء أن الجهاز البشري تتغير حالته بسبب القشرة اليمنى المفرطة النشاط ، الآن يعتقد بعضهم أن المشكلة تنشأ أيضاً من القشرة اليسرى المفرطة الضعف . يبدو أن العجز مضاعف ، ويبدو أن القشرة اليسرى تتردد في حشد المشاعر الإيجابية والمحافظة عليها في رد الفعل على الحوافز الخارجية ، وكذلك في كبح دفق المشاعر السلبية في رد الفعل على الحوافز السلبية التي تتولد بواسطة جزء آخر من الدماغ هو اللوزة . موقع طرطوس.كوم
هذه البنية ذات الشكل اللوزي الموجود وراء الأذن هو مركز الخوف ، محطة المعالجة العصبية التي ترسل إنذارات من خطر أو تهديد منظور . ويظن العلماء أن القشرة اليسرى تقفل عادة إشارة إنذار اللوزة ، مطلقة نوعاً من " الرسالة وصلت " . لكن بدون قشرة يسرى نشيطة ، كما يعتقد العلماء ، تعمل اللوزة بدون رقيب ، مغرقة صاحبها بالخوف الذي يؤدي إلى اليأس والإحباط
الهدف الأساسي من حملة الصور التي تعرضها لارسون هو اختبار المدة التي ستحتاجها الشابة التي تشاهد الصور لاحتواء خوفها . وأثناء رؤيتها للصورة الدموية ، تعرض المرأة إلى ضجة عالية غير مؤذية تصلها عبر سماعات للأذنين ، فتجفل وتطرف عيناها بسرعة لنصف ثانية أو ما يقارب ، وهذا رد فعل طبيعي . وتقول لارسون : " الأشخاص الذين تظل عيونهم تطرف بعد ثانيتين ونصف الثانية من اختفاء الصورة ، تسيطر القشرة اليمنى عليهم أكثر " . يبدو أنهم يفتقدون المعيار البيولوجي لإنهاء رد الفعل عندهم ، وهم اكثر ميلاً للإصابة بالإكتئاب . وتقول نظرية لارسون إن الإشخاص ذاتهم ربما يواجهون مشاكل في السيطرة على المشاعر السلبية الأخرى كالغضب والخوف والحزن . وفي النهاية ، وعدم القدرة على كبح ردود الفعل العقلية السلبية قد يفاقم المشاكل العضوية ، مثل ضغط الدم العالي ومرض القلب
الباحثون في جامة الجبهة التي لم يسبق رسمها ، والتي يسميها المتخصص في العلم العصبي ريتشارد دايفدسون " العلم العصبي الفعّال " ، أي دراسة كيفية توليد الدماغ للمشاعر . ويقول دايفدسون ، وهو باحث رئيسي في الجامعة : إن العاطفة هي الصمغ الذي يمسك الشخصية بعضها إلى بعض لكنها حتى الآن مصنفة في المرتبة الثانية كموضوع للدراسة العلمية بسبب صعوبة قياسها . المفتاح هو التطورات غير الاعتيادية التي حصلت خلال السنوات الست الماضية في تقنية تصوير الدماغ . يستخدم دايفدسون وكالين التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI ) والتصوير الطبقي بانبعاث الإلكترون الإيجابي (PET ) وتقنيات التحسس الكهربائي لمسح الجيوب في الدماغ حيث تكمن المشاعر ، ثم وضع مخططات مفصلة للدارات العصبية بينها . من خلال تخطيط كيفية توليد الدماغ للمشاعر ومعالجتها ، يأمل الباحثون في اكتشاف الطرق التي يستطيع الناس من خلالها استخدام قوة أدمغتهم للتغلب على التأثير المقعد للخوف أو الاكتئاب ، وحتى تحسين صحتهم العضوية كذلك .
من المعروف أن الإجهاد العاطفي المتواصل يلحق الضرر بالدماغ ، ويتسائل العلماء عن كيفية تأثيره على القشرة الجبهية الأمامية اليمنى واليسرى ، خاصة في الأولاد الصغار الذين ما تزال أدمغتهم في طور النمو . ويشير كالين إلى أن الإجهاد الحاد يؤثر على حجم البنى في الدماغ ، ويسبب موت الخلايا ، ويؤثر على عدد الوصلات بين خلايا الدماغ أكثر عرضة للأذى . وتكشف الدراسات على الجرذان والقرود وغيرها من الثدييات الصغيرة السن أن الأحداث التي تشكل ضعفاً عاطفياً يمكن أن تسبب فيض الكورتيزول (Cortisol ) في الدماغ ، والذي يسميه كالين " هورمون الإجهاد الرئيسي " . الجرعات المنخفضة منه تنبهنا وتنظم تصرفاتنا حتى نتأكد من حماية أنفسنا ، لكن الجرعات الكبيرة تجعلنا مجهدين جداً وغير منبهين وغير منظمين ومكتئبين . وكذلك فإن التعرض المبكر والمتواصل للكورتيزول يضرّ بقرن آمون ( Hippocampus ) ، جزء من الدماغ ينظم المزاج والذاكرة .
تجلس امرأة في أوائل العشرينات من عمرها وحدها في غرفة صغيرة بدون نوافذ في معهد الأبحاث للمشاعر الصحية في جامعة ويسكنسون الأميركية في ماديسون . تكسو رأسها مجموعة من الأشرطة الرفيعة التي تنتهي بمجسات حساسة تسجل النشاط الكهربائي في 128 موقعاً في الدماغ أثناء مشاهدتها صوراً فوتوغرافية تظهر أمامها على شاشة كومبيوتر . وتظهر صورة لبضع ثوان ، تليها صورة جسد مشوه في سيارة محطمة ، ومن ثم صورة زهرة متفتحة . في هذه الأثناء , وفي غرفة منفصلة ، تراقب العالمة كريس لارسون المرأة على شاشة فيديو وتسجل النمط المتغير للنبضات الكهربائية في دماغها . وعندما تحفز صورة رجل وامرأة عاريين رد فعل واضح ، تعلق لارسون بالقول : " الصور الجنسية أفضل حافز لإحداث ردود فعل إيجابية قوية
تأتي الشحنات الكهربائية التي تراقبها لارسون عن قرب من القشرة الجبهية الأمامية ، خلف الجبين مباشرة . هذا الجزء ، الذي هو بحجم الكفّ من المادة الرمادية ، يحدد نظرتنا العامة للحياة ، سواء كان رد فعلنا إيجابياً أو سلبياً على الأحداث والتجارب . ويقول الطبيب النفساني ند كالين ، مدير المعهد " تقوم الحيوانات بأمور كثيرة غريزياً ، ولكن الناس ، والقرود على الأرجح ، لديهم القدرة على التفكير في المستقبل عشرين خطوة إلى الأمام . وفي النهاية سأشعر شعوراً عظيماً لأنثى عملت بجد ووصلت إلى ما أريد ، أو أنني سأحصل على تقدير كبير لذلك ، إنها القشرة الجبهية الأمامية التي تأتي بهذه المشاعر وترشدنا في تصرفنا ، إذ لم يكن لدينا حس بشأن ما سيكون رائعاً أو بغيضاً في المستقبل ، فإننا سنتصرف كيفما اتفق
لقد كشف تصوير الدماغ أن المشاعر الإيجابية أو السلبية تستقطب من جانبين من القشرة الجبهية الأمامية , يحكم الجانب الأيمن الدارة العضوية التي تنتج المشاعر الكابحة السلبية ، في حين أن الجانب الأيسر يأمر دارة المشاعر المنفتحة على الخارج الإيجابية . وتشير الأبحاث الآن الى أن المزاج الطبيعي للشخص ، متفائل أو متشائم أو منفتح على الخارج أو إنطوائي ، قد يعتمد على أي الجانبين في القشرة الجبهية الأمامية أكثر نشاطاً . موقع طرطوس.كوم
وفي دراسة على أطفال في الشهر العاشر من أعمارهم فصلوا لفترة قصيرة عن أمهاتهم ، وجد الباحثون أن الأطفال الذين بكوا لديهم قشرة جبهة أمامية يمنى مسيطرة ، وأن الأطفال الذين استكشفوا بهدوء المنطقة التي تم تركهم فيها لديهم قشرة يسرى أكثر نشاطاً
بعض اللاتماثل في القشرة الأمامية طبيعي ، لكن عند الناس المكتئبين يميل الميزان كثيراً إلى الجهة اليمنى القاتمة . في البداية اعتقد العلماء أن الجهاز البشري تتغير حالته بسبب القشرة اليمنى المفرطة النشاط ، الآن يعتقد بعضهم أن المشكلة تنشأ أيضاً من القشرة اليسرى المفرطة الضعف . يبدو أن العجز مضاعف ، ويبدو أن القشرة اليسرى تتردد في حشد المشاعر الإيجابية والمحافظة عليها في رد الفعل على الحوافز الخارجية ، وكذلك في كبح دفق المشاعر السلبية في رد الفعل على الحوافز السلبية التي تتولد بواسطة جزء آخر من الدماغ هو اللوزة . موقع طرطوس.كوم
هذه البنية ذات الشكل اللوزي الموجود وراء الأذن هو مركز الخوف ، محطة المعالجة العصبية التي ترسل إنذارات من خطر أو تهديد منظور . ويظن العلماء أن القشرة اليسرى تقفل عادة إشارة إنذار اللوزة ، مطلقة نوعاً من " الرسالة وصلت " . لكن بدون قشرة يسرى نشيطة ، كما يعتقد العلماء ، تعمل اللوزة بدون رقيب ، مغرقة صاحبها بالخوف الذي يؤدي إلى اليأس والإحباط
الهدف الأساسي من حملة الصور التي تعرضها لارسون هو اختبار المدة التي ستحتاجها الشابة التي تشاهد الصور لاحتواء خوفها . وأثناء رؤيتها للصورة الدموية ، تعرض المرأة إلى ضجة عالية غير مؤذية تصلها عبر سماعات للأذنين ، فتجفل وتطرف عيناها بسرعة لنصف ثانية أو ما يقارب ، وهذا رد فعل طبيعي . وتقول لارسون : " الأشخاص الذين تظل عيونهم تطرف بعد ثانيتين ونصف الثانية من اختفاء الصورة ، تسيطر القشرة اليمنى عليهم أكثر " . يبدو أنهم يفتقدون المعيار البيولوجي لإنهاء رد الفعل عندهم ، وهم اكثر ميلاً للإصابة بالإكتئاب . وتقول نظرية لارسون إن الإشخاص ذاتهم ربما يواجهون مشاكل في السيطرة على المشاعر السلبية الأخرى كالغضب والخوف والحزن . وفي النهاية ، وعدم القدرة على كبح ردود الفعل العقلية السلبية قد يفاقم المشاكل العضوية ، مثل ضغط الدم العالي ومرض القلب
الباحثون في جامة الجبهة التي لم يسبق رسمها ، والتي يسميها المتخصص في العلم العصبي ريتشارد دايفدسون " العلم العصبي الفعّال " ، أي دراسة كيفية توليد الدماغ للمشاعر . ويقول دايفدسون ، وهو باحث رئيسي في الجامعة : إن العاطفة هي الصمغ الذي يمسك الشخصية بعضها إلى بعض لكنها حتى الآن مصنفة في المرتبة الثانية كموضوع للدراسة العلمية بسبب صعوبة قياسها . المفتاح هو التطورات غير الاعتيادية التي حصلت خلال السنوات الست الماضية في تقنية تصوير الدماغ . يستخدم دايفدسون وكالين التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI ) والتصوير الطبقي بانبعاث الإلكترون الإيجابي (PET ) وتقنيات التحسس الكهربائي لمسح الجيوب في الدماغ حيث تكمن المشاعر ، ثم وضع مخططات مفصلة للدارات العصبية بينها . من خلال تخطيط كيفية توليد الدماغ للمشاعر ومعالجتها ، يأمل الباحثون في اكتشاف الطرق التي يستطيع الناس من خلالها استخدام قوة أدمغتهم للتغلب على التأثير المقعد للخوف أو الاكتئاب ، وحتى تحسين صحتهم العضوية كذلك .
من المعروف أن الإجهاد العاطفي المتواصل يلحق الضرر بالدماغ ، ويتسائل العلماء عن كيفية تأثيره على القشرة الجبهية الأمامية اليمنى واليسرى ، خاصة في الأولاد الصغار الذين ما تزال أدمغتهم في طور النمو . ويشير كالين إلى أن الإجهاد الحاد يؤثر على حجم البنى في الدماغ ، ويسبب موت الخلايا ، ويؤثر على عدد الوصلات بين خلايا الدماغ أكثر عرضة للأذى . وتكشف الدراسات على الجرذان والقرود وغيرها من الثدييات الصغيرة السن أن الأحداث التي تشكل ضعفاً عاطفياً يمكن أن تسبب فيض الكورتيزول (Cortisol ) في الدماغ ، والذي يسميه كالين " هورمون الإجهاد الرئيسي " . الجرعات المنخفضة منه تنبهنا وتنظم تصرفاتنا حتى نتأكد من حماية أنفسنا ، لكن الجرعات الكبيرة تجعلنا مجهدين جداً وغير منبهين وغير منظمين ومكتئبين . وكذلك فإن التعرض المبكر والمتواصل للكورتيزول يضرّ بقرن آمون ( Hippocampus ) ، جزء من الدماغ ينظم المزاج والذاكرة .